في ملف أُسميه “ملف الأفكار” أحتفظ فيه بكل ما يمر بعقلي من أفكار وأسجل كل صوره وقعت عليها عيني وحركت شيئاً ما بداخلي ، وفيه أيضاً أسجل عبارات قصيره عن كل قصه سمعتها وتركت شيئاً ما بنفسي !
هنا بذور أفكار القصص والحكايات !
هنا أهرب من عالمي!
هنا أستجدي الكتابه كالطفل وأُرغب نفسي وأدفعها لتبدأ وتدع الكسل !
وإن كنت محظوظاً أشرع في البناء لأري حياه جديده أمامي تخرج في صوره قصه قصيره أو مقال وإن أثرت الكسل كعادتي أكتفي بالتنقل لدقائق بين العبارات المكتوبة وربما أضيف بعض الكلمات أو لا أفعل
واليوم قررت أن أفتح هذا الملف محاولاً تَذَكُر ذلك الانفعال الذي مر بي حين كتبت تلك السطور (ملحوظه الملف يحتوي علي عدد ٦٣ صفحه مسجل في كل صفحه كلمه أو ربما جمله أو عدة جمل وسأختار بطريقه عشوائية ١٠ صفحات من ذلك الملف وأجتهد لأتذكر قصه تلك السطور)
الفكره رقم (١)
“الحياه تسير ولا تتوقف
انظر الي السيارات في كلا إلاتجاهين ولا أدري ما الذي جعلني أنظر اليها وكأنها أرواح بشريه تولد وتموت ، كلاهما يُسرع في إتجاهه ، الحياه تسير والموت أيضاً يسير ، أنظر الي الحياه والموت وكأنني شخص لا يمت الي ذلك العالم !”
اذكر تلك العبارات جيداً كُتبت في الإسكندرية وكنت أشرب قهوه الصباح في فندق هيلتون الكورنيش وأنظر من خلف الحائط الزجاجي الي الطريق حين عاودتني الذكريات لتلك الحظه الغريبه التي مرت بي منذ سنوات، فلقد توفي صديق لي في مستشفي دار الفؤاد وذهبت أنا وصديق أخر لأستخراج شهاده وفاه من مكتب الصحه القريب من المستشفي وبينما كان موظف المكتب يسجل بعض التفاصيل في دفتر أمامه قبل استخراج شهادة الوفاه إذا بشاب ورجل يكبره يدخلان علينا والابتسامة تعلو وجهيهما عرفت فيما بعد أنهما أتيا الي مكتب الصحه لأستخراج شهاده ميلاد ، هالتني فكره أجتماع الموت والحياه في لحظه واحده !
الفكره رقم (٢)
“راحت عيناه تبحث أمام المحال والمقاهي عن أكوم التراب و”قوالب الطوب الأحمر أو اللبن”، أخذ ينظر في الوجوه “
إقتراب الصيام عندي حين كنت طفل كان مقروناً برؤيته أفران “الكنافه” تُبني في الشوارع وكان هذا الحدث بالنسبة لي بمثابه رؤيه هلال الشهر الكريم ، لا أدري إن كنت أفكر ساعتها في تحويل تلك العبارات الي مقال أم كنت سأكتفي بهذه الكلمات كذكري عن قدوم شهر رمضان !
الفكرة رقم (٣)
“فكره عامل الكارته”
وقعت عيني علي عامل تحصيل الكارته علي طريق مصر الإسكندرية الصحراوي والمؤدي أيضاً الي الساحل الشمالي ، نظرت الي عيني العامل وهو يُعطي صديقي إيصال العبور ، كان شاب بسيط ويبدو أنه يسكن في مكان يبعد عن عمله ، وتعجبت حين يستيقظ ذلك الشاب من نومه قرابه أذان الفجر ليتوجه الي عمله؟! تري ما كان يردده لسانه من دعاء وهو يمشي في الليل متحسساً طريقه الي العمل ؟ تُري ما هي أحلامه ؟ وتُري ما كان يجول بخاطره حين كان ينظر الي من بداخل السيارات وهم يعبرون البوابة في طريقهم الي الساحل الشمالي ؟ هل وقعت عيناه علي فتاه جميله ؟ لقد كان يستمع إلي أذاعه القرأن الكريم والسيارات تمر أمام عينه وأصوات الموسيقي تملأ فراغ الهواء بداخل السيارات بل وتغمر مساحه لا بأس بها حول كل سياره ! أكان هناك صراع يدور ؟ هل التشبث بالدين أو ربما بالحياة الأخره هو ملاذ ذلك الشاب أو هو تبرر لحالته الواهنه؟!
هكذا كنت أفكر في تلك الثواني المعدودة وأنا أنظر الي عيني الشاب !
الفكرة رقم (٤)
“كنت في الماضي أخاف الموت
أما الأن فإني أخاف الحياه “
لا أذكر شيئاً حول تلك الجملة
الفكرة رقم (٥)
“مكالمات
أمتدت أسلاك التليفونات الهوائية تصحب القطار في رحله طويله أمتدت من الصعيد الي القاهره …
تحرك القطار واهتزت الأسلاك حاملةً أصوات وندائات تمتزج أحياناً ببعضها …!!
كل الأحاديث والمكالمات مكرره ، الحياه كلها مكرره ، العناء هو نفسه العناء ، والكد بحثاً عن لقه عيش كريمة هو نفسه لم يتغير ، علي نشرات الأخبار الأمال موجوده وخالده ، بعيده ومعلقة علي لا شيء فقط وعود ووعود وأحلام حول غد أفضل !
فقط وحدها الأسلاك تشهد علي ذلك التكرار والتوقف الزمني ! “
هذه بدايه لقصه قصيره حول الصعيد وأحواله و لم تُكتب أو تُكمل حتي اليوم وأعتقد بأن غياب الفكره الرئيسيه لتلك القصه هو السبب في عدم أتمامها بعد ، أعتقد أيضاً بأني تأثرت بما سمعته من أخبار أبناء الصعيد العاملين بالقاهرة وفي بعض القري السياحية علي طول شواطىء البحر الأحمر !
الفكرة رقم (٦)
“السجون
الجدران وحدها تشهد !
الجدران تعرف القصص وتحفظ الهمس وتكتم الصراخ ، تُري لو قُدر لجدران السجون أن تتكلم وتقص وتحكي قصص من ضمتهم بداخلها “
لا أدري ما الذي حركني لأكتب تلك الجمل، ربما لما رأيته من صور متداوله علي الفيسبوك لمتهمين في عمر الشباب في قضايا عده لا تناسب أعمارهم !
لا أدي ولكن من دون شك لقد حركت تلك الصور شيء ما في نفسي !
الفكرة رقم (٧)
“تغيرات نفسيه
فكره صديقان منذ الطفولة أحدهما سافر الي ألمانيا وأصبح من الأغنياء والآخر أصبح عامل بسيط في أحد المصانع وتسجيل لحظه اللقاء بينهما بعد سنوات “
قصه قصيره لم تُكتب بعد
الفكرة رقم (٨)
“أجلس صامتاً أفك الكون وأعيد ترتيبه
أقيم عوالم وأهدم أخري ولا يزال فنجان قهوتي لم ينفد بعد ، الحياه شيء لا افهمه !
لا أذكر شيء حول تلك العبارات
الفكرة رقم (٩)
“فكره العقل البشري ومتابعه الأفكار التي تطرأ علي عقل شخص ما كل يوم وتكرار الأفكار وتحولها الي إعتقادات راسخه لمجرد تكرارها !”
الفكرة رقم (١٠)
“ربما كان لسان حاله حين ترك المسجد من غير رجعه يقول …
ما انا الا حلم ليل قصير نسـي صاحبه حين استيقظ ما كان….! ما انا إلا لا شيء وكل شيء …”
لا أذكر شيئاً حول تلك العبارات
الجمهورية أونلاين
الأربعاء 5 يونيو 2019