(الخطاب الثاني من وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم) جاء فيه طلب من معالي الوزيرة بأن أكتب مقال تحت عنوان “الفن وحرية التعبير” ، يبدو أن الخطاب جاء بعد عاصفة اللغط التي أُثيرت حول فيلم سينمائي تحدث الجميع عنه، علي أي حال لا يمكنني الاعتذار لها ، أمسكت بالقلم ثم شرعت في الكتابة!
“كان يُطلب منا في حصة اللغة العربية بالمدرسة أن نكتب “موضوع تعبير” واليوم سأكتب هنا عن “الموضوع وعن التعبير” ،
ولكن دعونا أولاً أن نقر بأن الفن هو أهم وسيلة للتعبير عن واقع الحياة، بل إنه أداة تسجيل لتاريخ الأمة والمجتمع مجتمع في فترة ما من الزمان، وعليه فلا يجب أن تُفرض القيود حول “موضوع الفن” طالما أن “الموضوع” يأتى من حياة الواقع، “فالجنس” مثلاً وما يتعلق به من مشكلات وقضايا وأحد من موضوعات كل مجتمع فى كل عصر، وعليه فإن أقلام الأدباء يمكنها أن تناول ذلك الموضوع وكذلك شاشات السينما والتليفزيون يمكنها أن تستقبل الموضوع وتتناول جوانبه المختلفة ، وهنا يجب أن نقف قليلاً و نتحدث عن “التعبير” أو بالأصح الطريقة التي يتم من خلالها تناول “الموضوع ” ، والفيصل
والحكم هنا هو الجمهور
وما يقع في نفسه بعد القراءة أو المشاهدة فإن حرك ذلك العمل الغريزة وبرر المعصية وسهل علي النفس إرتكابها فهو عمل رخيص لا يمت الفن ولا لرسالته بصلة ، بل إن صاحبه ربما أراد من ذلك العمل الشهرة و المال علي حساب الفن والاخلاق ،
وإن حرك العمل الفني عقل القاريء ودفعه نحو التفكير في إيجاد حلول لمشاكل المجتمع فهذا ما يرجوه الفن وينشده وبه تسمو رسالة الفن وربما ينصلح به حال المجتمع، وأما أولئك الذين يشجعون الكُتاب والممثلين والمنتجين علي الابتذال تحت شعار “الحرية” و “الفن” فدعونا نقر بأن هناك آلاف الطرق للتعبير عن أي مشكلة يناولها الفن من غير الحاجة للتعري والابتذال كوسيلة لايصال الفكرة، وأما عن أولئك الذين يدعون بأن تاريخ الادب والسينما حافل بما هو أسوء مما نراه الآن فإن وجود السيء الرخيص لا يبرر الاستمرار فيه!
فالموضوع والتعبير وجهان لعملة مجتمع واحد !
#علي_عمر
Leave a Reply