ندى

ندى

ندى هى بطلة قصتى “زير النساء” كانت لا تزال تقف عند باب شقتها منذ أن تركتها قبل ثلاثة أعوام وختمت القصه بتلك الوقفة ودموعها تجرى دون أرادة منها،
ولكنى فى هذه الليلة قررت أن أهبط اليها بين صفحات الورق ، كنت أشعر بالذنب تجاهها وربما أيضاً كنت أفتقد الحديث معها..!
وقعت عينى عليها فإذا هى كما تركتها لم تتغير ، جميله فاتنة حتى وهي تبكى ،
إنسابت خصلات من شعرها فغطت نصف وجهها الأيمن ربما كانت تحاول أن تخفى دموعها عنى، لطالما أرادت أن تبدو متماسكة
التقت أعيننا ولكنها لم تمهلني

– أنت المسئول عن كل ما حدث!
– ندى ، يجب أن تتفهمى موقفى ، لا يمكننى أن أُغير الماضى
– أنا لا أتحدث عن الماضى ، لما أخترت تلك النهاية ؟ لما أخترت أن تتركنى هنا أقف وحدى أبكى ضياع الحب وأستقبل صدمة جديدة من صدمات الخيانة ، ألم تسمع من قبل عن الحب؟ ألم تعرف شيئاً أسمه “النهايات السعيدة” ؟!
– أعلم أن الكثير يرغبون في النهايات السعيدة ، غير أنني لا أريد أن أخدع أحد، لقد أحبك “محمود” ، و كان صادقاً فى حبه !
قاطعتني
– أحبنى ؟!! وماذا عن خيانته؟ لقد تغيرت من أجله ولكنه ظل كما هو وكما أسميته أنت بنفسك “زير النساء” !
– أنت مخطئة!
– انت تبرر كل شىء، علي كل حال أنت لن تفهم شىء مما أعنيه !
مرت لحظه صمت شَعُرت فيها بالندم علي قرار زيارتي لها ولكنها لم تمهلنى وأتبعت حديثها وهي تُحدّق بعيناى
– ألم يكن من الأفضل أن تنهي القصه بأعلان حبنا أمام الناس ، أنت يا من تمسك بالقلم وبيدك كل شيء ، كنت تستطيع ان تغيير ولكنك أثرت أن تُوجع قلبى ، وصدقني إن قلت لك بأنك لا تعرف شيئاً عن المرأه ولا عن حبها ، إنك تدعو بأنك تملك التعبير عن مشاعر المحبيين ولكنك أجهل ما تكون بشأن الحب!
– أنا لا أقبل ذلك الأسلوب !
– “محمود”لم يكن يحبنى ، لقد كنت بالنسبه له فتاه مختلفه…. أجل ….مختلفه عن بقيه ضحاياه…..نوع أو لون جديد …. وأنت حاولت أن تُصبغ عليه صبغة “التيه” لتبرر أفعاله !
– إذا كنت أنا أجهل الحب كما تقولين فما كان لي أن أصف مشاعرك وأن أصف كل ما كان يدور برأسك وبرأسه ، أن الحب عند المرأه هو الحياة ولكنه عند الرجل أحد أركان الحياة
– توقف عن ذلك الهراء ؟!
– أنت لا تصدقين أن محمود قد أحبك ! أجل أحبك من قبل أن يعرف معني كلمة الحب ، وعموماً انا لا أبرر ما حدث، فإني قد سخطت علي كل تصرفاته وأفعاله قبل أن تفعلي أنت، الحب يجب أن يعصم صاحبه من الوقوع في الخطأ ولكن ليس معني ذلك أنه سيمنعه تماماً من الوقوع ، لقد أخطأ الرجل وأعترف لك بخطأه !
مرت لحظه صمت لم يبدو عليها أنها تسمعني فأتبعت
– علي أي حال لقد أتيت فقط لأراك وأتحدث معك والأن علي أن أعود الي عالمي وربما التقينا ثانية لا أدرى …..الي اللقاء !
أشاحت بوجهها عني وأنصرفت في هدوء دون أن تنظر إليّ .

Leave a Reply

Your email address will not be published.